الثلاثاء، 23 فبراير 2016

هي مختلفة ...





شيء ما فيها مختلف ...بل أشياء ..حضورها راقي جدا وآسر كانت تدرك بأن نثر قبلاتها كل صباح سيجني لها محصولا مذهلا في حجم الوفاء والإنسانية والحب والرجولة ولم يكن الطرف الآخر إلا شخص مغمور متواضع لايعشق الأضواء بقدر عشقه للشموع والليل والهدوء والقلم ..وكانت تعشق هذا الصنف ..تريد شيئا ليس كمثله شيء ولايمتلكه غيرها تريده رجلا وتريده طفلا لتعيش شقاوة الطفولة معه بعيدا عن مراسم الواقع الصاخب والحياة المعقدة ..وليس غريب في ظل التناغم الكبير وتوارد الأفكار وتطابق الأذواق أن تنشأ علاقة ويولد حلم على الورق ..فهما لا يضعان السكر في القهوة ويكتفيان بحلاوة اللسان تقول بأنها خجولة وتريد القول بأنها جميلة فالخجل عنصر جمالي ..وهو يملك الجرأة الكافية حد الجنون الساحر والفروسية المتهورة ...فاجأها حين قال لها إقتربي أكثر كي أتنفسك ..سقط فنجان خجلها وتبعثرت كلماتها لكنه سرعان ما أخذ بيدهايقبّلها مرددا بكلمات .. سلامتك عزيزتي لن أوذيك ...نظرت في عينيه وقالت أعرف أنك لا تؤذي نملة ..أنا أثق بك جدا ..يبهرني أسلوبك ألا تخشى من إدماني عليك ؟ فردّ عليها مبتسما وانت ألا تخشي أن أبلغ السلطات عنك لأن زفيرك أقوى أنواع المخدرات
هي تشبهني حتى في طمعي فأنا آثرت عناق روحها ..وهي لم تفكر بجسدي بل طالت روحي  ...وضربت لي موعدا حيث تلتقي الأرواح في نادي السماء ..

وكان اللقاء ..وكان الذهول والدهشة والإنبهار ...تسألني أين ذهب خجلها؟  وهي تفتح ذراعيها تستقبل صدرا يسع الكون حبا وعشقا ..همستُ في أذنها لا شيء هنا يستدعي الخجل  فالسماءعارية ..وكذلك أرواحنا .إقتربي حد الإلتصاق أعتصرك عشقا سرمديا ..

الجمعة، 1 يناير 2016

رواية || سارة ونزار وفك أزرار





 نزار:
الو ..سارة ...إسمعيني قد أتأخر الليلة عزيزتي لكن بالنهاية سألتحق بك فإذا شعرتِ بالتعب نامي وسأوقظك ..اتركي باب الغرفة مفتوح

سارة:  ..اوكي نزار ولكن حاول الاتصال بي اكثر من مرة لأطمئن عليك ...لن أنام سأكتب لك شيئا ريثما تعود

 سارة تكتب ...

 أدمنت قلمك يا شرير ماذا فعلت بصغيرتك ..لا أحتسي قهوتي الا بحضورك ولا أحركها الا بقلمك السكر ...أنت لا تكتبني ..انت تلمسني بجرأتك في كل مكان فأستسلم لقراءة أناملك ..وأغمض عيناي لأستشعر خربشاتك اللذيذة ...معك فقط يتلاشى خجلي فأجدني مندفعة نحوك بروح طفلة مشاكسة تهوى العبث بممتلكاتك حروفك تشف عما تحتها من رجولة وجرأة غير مسبوقة لها مفعول السحر على عيناي فيخيّل إليّ أنك تقاسمني فراشي وتشاركني أنفاسي ونبضي .....ممم سأنتظر حضنك الدافئ لا تتأخر نزاري .. 


عاد نزار لبيته بعد منتصف الليل ..فتح حاسوبه، دخل حساب سارة على أحد المواقع،وجدها نائمة ...تلك هي الغرفة التي كان يقصدها بحديثه عبر الهاتف ...آخر رسالة قصيرة تركتها له سارة كانت قبل ساعة ..تقول فيها ..لاتزعل فإني سأستسلم للنوم ،أشعر بدوار في الرأس وأحتاج إلى الراحة ..غدا عطلة ليس عندي دوام سأخبرك بكل تفاصيل مشكلتي في العمل نزولا عند رغبتك ...عصفورتك الآن تستودعك تاركة لك مايسد رمقك من القبلات على كتفها الأيمن . 

سرح نزار بخياله الواسع وحسه المرهف  وهو يرى ملهمته منثورة كزهرة الرمان ممشوقة القد كحباته ....يلتصق بجلدها  الذهبي الممرّد بلسعات الشمس قمصان مخملي أحمر قاني يبدو أنه من قماش الساتان الباذخ وقد شفّ عن قطعة داخلية بلون هذا الليل المجنون ..  


___________________

أغلق نزار الغرفة بإحكام ومازالت الزغاريد تُسمع فهي ليلة العرس وقد تجاوزت الساعة الثالثة فجرا ..تقول سارة منهكة أنا جدا نزار ومرهقة حاول أن تسرع بفك أزرار فستان الفرح كي أستريح منه فأنا أتصبب عرقا ..إستدار نزار وذُهل وهو يحصي أكثر من خمسين زرّا وقال لها مازحا أنا بحاجة لوقت كافي لانجاز مهمتي ولا أتصور أن أتمكن من فكها قبل ثلاث أيام ..ضحكت سارة وارتمت على السرير مسترخية على بطنها وقالت انا سانام هكذا لن استطيع الوقوف وانت تصرف ..نظر نزار لعروسته بإشفاق ونزع الطرحة من فوق راسها وطفق يقبل شعرها ويشمه ...شيء ما من الطمانينة والسكينة والفرح دب في عروق سارة فاستكانت وغلبها النعاس ..هكذا وجد نزار فرصة سانحة لخلع حذائه وبعض ملابسه والإرتماء بجانبها ..وما إن أغمض عينيه حتى شعر بدوران من طول مسافة السفر من مدينته في الجنوب الى الشمال مسقط راس وموطن سارة ...